السودان ماذا بعد ؟! وسايكس بيكو جديدة "بقلم:محمد عبد الرحمن"

 

انقسام السودان واقع بات وشيك يظهر للمتابع البسيط للأحداث وليس للمحلل السياسى فقط ويظهر فى توافد الجنوبين اليومى للاستفتاء والفرحه العارمة هناك تحدد بنسب كبيرة ان الانقسام بات واقع , هذا الانقسام يفتح الستار على مستقبل يشوبه القلق وعدم الاستقرار فى المنطقه وتدخل قوى فى مصادر امننا القومى.

واثناء كتابتى هذه الكلمات لازال الجنوبيون يدلون بأصواتهم والغرب على راسهم اسرائيل يحتفلون بنصر اعدوا له منذ الكثير من السنين نفقد كعرب اكبر دوله عربية وافارقه اكبر دوله افريقيه يأتينا عام 2011 بكوارث من جميع الجهات فتنه طائفيه لازال النظام لا يعطيها حقها من الاهتمام ولا زال يقلل من خطورتها وبعد ذللك استفتاء التقسيم... ترى! الدوله 193 ما هو دورها فى الاجندة الامريكية الصهيونية فى الفترة القادمه ترى للضغط على اى قطر من الاقطار هذا ما تحدده لنا الايام القادمه اسرائيل تساعد على تفكك العرب ولازالت مصر بنظامها الفاشل يفشل دوما فى ادارة ملفات الامن القومى واقرب مثال هو الفتنه الطائفيه وتقسيم السودان

ولكن على الرغم من خطورة تقسيم السودان وما يتضح للمواطن العادى مثلى من اخطار قادمه للعرب ميعا وعلى الرغم من هذا كله لا أرى الان سوى صمت واستسلام الحكام العرب لتقسيم السودان متناسين ان السودان اكبر دوله عربية من حيث المساحة الموارد ولم يتسأل احد لماذا تقسيم السودان؟.....فى رأى الشخصى ان اى تفكك وتقسيم واضعاف فى قوى الدول العربية يقابله زيادة وسيطرة صهيونية وتضخم فى قوة اسرائيل فى المنطقة وعلى حسب وثيقة صدرت عام 1982 بان النظام الاسرائيلى انتقد كلا من بريطانيا وفرنسا ايام الاحتلال للدول العربية على انهم قسموا الدول العربية الى 22دولة فقط مع انها كانت تتوقع التقسيم يصل الى 50 دولة وعلى سبيل المثال السودان اربع دول مصر دولتان العراق ثلاث وايضا لبنا ن دولتان وهكذا تريدنا اسرائيل مفككين.........

وقد يعتقد البعض ان تصاعد الاصوات بتقسيم السودان جاء حديثا نتيجة الخلافات بين الشمال والجنوب ولكن انا ارفض هذا الرأى ولكن أرى ان هذا الانقسام يعد له من ايام الاحتلال الإنجليزي حيث قامت بريطانيا عام 1914 بإعلان الجنوب منطقة مغلقة وفى عام 1918 قامت بإعلان اللغة الانجليزية اللغة السمية وتبديل العطلة الرسمية بالأحد بدلا من يوم الجمعه.

وتظهر اهمية تقسيم السودان لإسرائيل فى عدة نقاط من اهمها القضاء والسيطرة على الموانئ التى تنقل الاسلحة لفلسطين ولبنان ثانيا عدد السكان بالسودان كبير اذا اتحدوا قد يؤثر ويتدخل من اجل الدفاع عن القضية الفلسطينية ثالثا مواردها الطبيعية الضخمة التى تجعلها مطمعا لإسرائيل وامريكا زعمهم انه لو تم استغلال هذه الموارد على الوجه الصحيح انها ستؤثر على القوى الاقتصادية رابعا الضغط على مصر عن طريق اعادة تقسيم حصة المياه لتجنب تدخل مصر الايجابى فى القضية الفلسطينية والخطورة الاكبر لانفصال هى تشكيل السكان حيث لا يمثل المسلمون سوى 10% والمسيحين 20% ونسبة 70% لا دين لهم اى وثنيين وهنا تكمن الخطورة.

ولكن السؤال الاهم ماذا بعد تقسيم السودان هل العرب على مشارف سايكس بيكو جديدة؟....من اجل اعادة تقسيم العرب ثانية وخصوصا انه يظهر فى الافق بوادر هذه الاتفاقية مع الاحداث الاخيرة فى مصر وتصاعد الاصوات بالاضطهاد وأيضا الجنوب والشمال اللبنانى والعراق التى تعتبر قد قسمت واليمن تعد نفسها لبوادر انقسام.

فى النهاية اذا استسلم العرب لتقسيم السودان لن تكون هى نهاية التقسيم ولكن بداية تقسيم العرب الى دويلات وبذلك يكون قد تحقق لإسرائيل مبتغاها وسادت بقوتها على جميع الدول

الغرب ان مواطن عادى مثلى يفطن لهذه الامور ولكن حكامنا العرب ومستشاري لا يروا هذا ام انهم اغمضوا اعينهم من اجل مد فترة وجودهم فى السلطة..............فسحقا لسلطة تأتى عن طريق ازلال وضياع لكل المعتقدات والمقدسات.

الى متى الصمت والسلبية ياعرب؟