تـُولد قصص الحب بلا موعدٍ ولا سبب.. ولكنها تـُولد؛ تـُولد بين فتاةٍ رقيقة و جميلة تتطلع إلى الحب كما تقرأه في روايات يوسف السباعي و تراه في أفلام السبعينيات، و شاب ترك كل المغريات و جعل من نفسه آلة تعمل ليل نهار ما بين دراسةٍ و عمل حتى يستطيع أن يتقدم لطلبِ يدِ حبيبته مِن أهلها قبل أن يتزوجها ابن الخالة العائد من الخليج بما لذ و طاب و يخطف الأبصار..
قصةٌ دائما ما تنتهي النهاية السعيدة بعد تخطي العقبات المستحيلة من الأهل و الأصدقاء و الحياة.. تنتهي على صوت الزغرودة المصرية الشهيرة و صوت الدُف.. و كلمة النهاية. و كأنما ليسَ هُناك نهاياتٌ أخرى!!! نهاياتٌ مـُظلمة.. نهاياتٌ بالفراق.. نهاياتٌ غيرَ سعيدةٍ بالمرة.. نهاياتٌ واقعية تماما.
مثلَ تلكَ النهايات تقود إلى العديد و العديد من الأسئلة؛ هل يـُمكن أن تـُولد واقعياً و تستمر مثلَ تـِلكَ القصص الورديةُ الطابع البيضاءُ النهاية مع ضغوطِ الحياة و مـُتطلباتـِها المـُجهِضة لكلِ ما هوَ نقيٌ و برئ؟!!
في رأيي.. مـَثلُ تـِلكَ القصص كطفلٍ يـُولد و هو يجهل وَحشَةَ العالم المحيط، و يـَصبو و هوَ لا يبغى سوى أن ينعم بالدفءِ و الحبِ و الحنانِ ممن هم حوله، و لكنـَّه كـُلَّما كَبـُرَ كُلَّما تغير لونُ قلبهِ و اكتسب دَكَانةً من المحيط الذي يحياه حتى يـَشـُبَّ يوماً ما، و يـَصيرُ اللونُ من داكنٍ إلى أدكـَن حتى يصبحَ بعد حين أسودَ اللونِ و الملامح.. مـُتجلد المشاعر و الأحاسيس.. مـُتصلِّب القلبِ و الروحِ خاويها إلا من مشاعرٍ مقيتة كالغيرة و الرغبة.. الغيرة ممن هم سـِواه على كافة مستوياتهم و احتياجاتهم و حالاتهم، و الرغبة في الحصول على ما في أيدي الغير و إن لم يكن من حقه و لكنه و بكلِّ تبجـُّح يَطلبه و يسعى إليه!!
كل ذلك دون أن يـّلحظ أحد التغيـُّر من النقيض إلى النقيض و حتى دون أن يشعر هو نفسه بذلك الفرق الشاسع بين ما كان و ما أصبح عليه .. - ذلك لأنه و بكل بساطة طبيعي جدا - و تستمر عجلة الحياة و تـُولد الأطفال و تـّصبو و تـشـُب و.....
و تزداد دَكَانة اللون الأبيض!!!
بقلم : مصطفى صابر
هناك ٣ تعليقات:
بجد بجد هيد لاين جامد يا استاذ مصطفى وكلام جميل بجد
بس انت مسودها قوى يا مصطفى كل واحد عندوا عقل لازم يفكر ف كل شىء بيدور حوليه مش يمشى زى ما كل الناس ماشيه و خلاص
يااااه ليه السواد ده
مش ممكن تكون في بصيص ضوء يدينا امل ولو واحد في المليون
إرسال تعليق
رايك امانة (يمكنك اختيار الاسم او مجهول من القائمة لاضافة تعليقك )